مشاركة / رمضان موسم التغيير

من طرف **نجوى الروح** 29/5/2017, 06:17

﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (187))

رمضان موسم التغيير

من فضل الله على عباده أن جعل لهم مواسمَ يحيونَ فيها

بطريقة مختلفةٍ عمَّا اعتادوه؛ ففي تغيير النّظام الحياتي

فوائدُ كثيرة على الفردِ والمجتمع، وما شهر رمضان

الأجلّ إلاَّ مثال صريح على هذهِ الهباتِ الرَّباني؛

حيث تعتدل طبائع النّاس وعاداتهم ويرتقي السلوك

البشريُ وتزولُ الضغائن ويتقاربُ البعداءُ وتزيدُ

حركةُ الإحسانِ وينشطُ أهلُ الخيرِ في أعمالِ البرِ على كلِّ صعيد

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ
مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ سورة البقرة آية: 183، 184.
مهمة الصوم كما تحددها الآية الكريمة ماثلة فيما

يرجى من ورائها من آثار تربوية وتغير في سلوك

الإنسان المسلم ألوانًا من الانحراف، وتتجه به نحو تقوى الله عز وجل
ويؤكد النبي عليه الصلاة والسلام مهمة الصيام في تغيير
السلوك، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: قال (من لم يَدَع قول الزور

والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)
إن وراء عبادة الصيام عزيمة ماضيةً ذات عَطاء واسع

الحدود متى توافر في الصائم الصدق وتحقق الإخلاص.

مشاركة / رمضان موسم التغيير N4hr_13641605442

واختلاف صيامنا عن صيام الامم الأخرى هو أن صيامنا
ليس تغييراً في النمط الغذائي ، بل هو تغيير في نمط الحياة
ككل وذلك ربما لاستكشاف مصادر للقوة والراحة ، وأيضاً

لأستكشاف أبعاد أخرى في النفس الإنسانية ربما تطغى عليها

تفاصيل الحياة اليومية في الأوقات الأخرى...
وعلى العكس من صيام اليهود مثلاً، المرتبط بالماضي

اليهودي ، فأن صيام المسلم لا يرتبط بحدث تاريخي ،

وغالباً ما يدخله المسلم ليتخلص من ذنوبه ويكسب الأجر
والثواب في الاخرة ، أي أن فكرة الصيام كلها عند المسلم

لا ترتبط أبدا بالأحداث التاريخية رغم وجود أحداث مهمة

حدثت في رمضان ، حتى ليلة القدر التي أنزل فيها القرآن ، لم تحدد بوضوح ..
فالصيام عند المسلم إذن ، في جوهره ، تغيير لنمط الحياة

المعتاد بغية استكشاف أبعاد أخرى غير مادية في النفس البشرية ..

يمكن القول ان موقف الإسلام من معالجة السلوك الإنسانى ،
مغاير لكل المذاهب الإنسانية سواء من حيث الشكل أو من حيث الدافع..
أما من حيث الشكل فإن الإرادة الإلهية هى المد الوحيد لأنماطه
الراسمة لحدوده … فكل مناحى التصرف الإنسانى بينت الأوامر
والنواهى الإلهية والصفة التى ينبغى أن يستند عليها على نحو من

الشمول والاستيعاب، وذلك سواء ببيان الكيفيات كما هو ظاهر
فى العبادات والأحوال الشخصية بالخصوص أو بيان الأصول

العامة والقواعد الأساسية التى ينبغى أن يستند عليها كل ما لم تحدد كيفيته.
إن التحديد الإلهى للسلوك الإنسانى لهو باب الرحمة للإنسان.
قال:وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، فغايته خير الإنسانية وسعادتها…

مشاركة / رمضان موسم التغيير N4hr_13641605442

إن الصوم فى رمضان برنامج متكامل لتنمية قدرات الإنسان

على الضبط الذاتي وإعادة برمجة الجهاز العصبي والسلوكي ، يقول صلى الله عليه وسلم :
” ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو

والرفث فإن سابك أحد ، أو جهل عليك، فقل إني صائم .. إني صائم”..

وفى هذا قمة اساليب استخدام الصيام فى الضبط الذاتى والتحكم
فى السلوك الذى عجزت عنه الكثير من النظريات والاساليب والطرق العلمية الحديثة
فالصوم تدريباً يومياً منظماً يساعد الإنسان على تغيير أفكاره
واتجاهاته وسلوكه بصورة عملية تطبيقية تشمل ضبط وتنظيم

المراكز العصبية المسئولة عن تنظيم الاحتياجات البيولوجية

والغرائز من طعام وجنس

غير أن القرآن الكريم يعرض معنى محدداً للتغيير في عدد

من الآيات الكريمة، فقد ورد لفظ التغيير في قوله تعالى:

ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ

حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ الأنفال: ٥٣

اللهم أعنا على صيام وقيام شهرنا إيمانًا واحتسابًا.